هَذي دِمَشْقُ.. وهَذي الكَأْسُ والـرَّاحُ
إنّي أحبُّ... وبَعْـضُ الحُـبِّ ذَبَّـاحُ
أنا الدمَشْـقِيُّ .. لَوْ شَرَّحْتُمُ جَسَـدِي
لَسَـالَ مِنْـهُ عَنَـاقِيـدٌ.. وَتُـفَّـاحُ
وَلَـوْ فَتَحْـتُمْ شَـرَايينِي بِمِدْيَـتِكُـمْ
سَـمِعْتُمُ فِي دَمِي أَصْوَاتَ مَنْ رَاحُوا
زِرَاعَةُ القَلْبِ تَشْفِي بَعْضَ مَنْ عَشِقُوا
وَمَا لِقَلْبِي ـ إذا أحْبَبْـتُ ـ جَـرَّاحُ
مَـآذِنُ الشَّـامِ تَبْكِـي إِذْ تُـعَانِقُـنِي
وَ لِلمَـآذِنِ .. كَالأشْـجَـارِ.. أَرْوَاحُ
لليَاسَمِـينِ حُقُـوقٌ في مَـنَازِلِنَـا...
وَقِطَّةُ البَيْـتِ تَغْفُـو حَيْـثُ تَرْتَـاحُ
طَاحُونَةُ البُنِّ جزْءٌ مِـنْ طُفُـولَتِنـا
فَكَيْفَ أَنْسَـى ؟ وَعِطْـرُ الهَيْلِ فَوَّاحُ
خَمْسُونَ عَامَاً .. وَأَجْـزَائِي مُبَعْثَرَةٌ..
فَوْقَ المُحِيطِ .. وَمَا في الأُفْقِ مِصْبَاحُ
تَقَاذَفَـتْنِي بِـحَـارٌ لا ضِفَـافَ لَهَا..
وَطَارَدَتْنِـي شَيَـاطِـينٌ وَأَشْـبَـاحُ
هُنا جُذُورِي.. هُنا قَلْبِي .. هُنا لُغَـتِي
فَكَيفَ أُوضِحُ؟ هَلْ فِي العِشْقِ إيضَاحُ؟
من "القصيدة الدمشقية" لنزار قباني (1923-1998)
رحم الله نزار ورحم من قال تنبهوا واستفيقوا أيها العربي فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب
وهاهم مغول الامس يعودون لدمشق ليحاولوا محو تاريخ وحضارة
يعودون بأثواب جديدة وبحجج واهية
ليصلبوا الكرامة والحرية واللا التي لم تبق غير صدى حارات دمشق القديمة يرددها
ويركض البلهاء والحمقى في ركابهم يرددون كلامهم ويحلمون بوعودهم وفتات موائدهم
ومادروا ان دمشق ستبقى للأبد شوكة في حلوقهم وأطماعهم
مهما تغيرت اشكالهم ولغاتهم
مهدات الى العضو معتز